سحابة الحرب.. كيف تورطت غوغل وأمازون عسكرياً في الحرب على غزة؟
سحابة الحرب.. كيف تورطت غوغل وأمازون عسكرياً في الحرب على غزة؟
في مايو/أيار الماضي، وقّع حوالي 200 موظف داخل مختبر “ديب مايند”، قسم الذكاء الاصطناعي التابع لشركة غوغل، على خطاب يطالب الشركة بإلغاء عقودها مع المؤسسات العسكرية. جاء هذا التحرك وسط تزايد المخاوف من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب العالمية، مما دفع الموظفين إلى اعتبار هذا التورط انتهاكًا لقواعد الشركة الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
مشروع نيمبوس وموقف الموظفين
تصاعدت الاحتجاجات داخل غوغل وأمازون ضد مشروع “نيمبوس”، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار لتقديم خدمات سحابية للحكومة الإسرائيلية. واشتدت المعارضة مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أعرب الموظفون عن قلقهم من استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه التقنيات في مراقبة وقمع الفلسطينيين. وعلى الرغم من تأكيدات غوغل بأن المشروع ليس له علاقة بالأنشطة العسكرية، إلا أن الأدلة تشير إلى عكس ذلك.
سحابة الحرب: تورط عسكري واضح
أظهرت مراجعة الوثائق العامة أن الجيش الإسرائيلي كان جزءًا أساسيًا من مشروع “نيمبوس” منذ بدايته. فقد استخدم الجيش الإسرائيلي تقنيات غوغل وأمازون في عمليات عسكرية، مما أثار انتقادات واسعة. تصريحات المسؤولين الإسرائيليين مثل غابي بورتنوي، رئيس هيئة السايبر الإسرائيلية، أكدت أن هذه التقنيات ساعدت في العمليات العسكرية ضد حركة حماس، مما يتعارض مع تصريحات غوغل التي نفت تورط المشروع في الأعمال العسكرية.
تعميق الشراكة مع المؤسسات العسكرية الإسرائيلية
كشفت وثائق مسربة أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تستخدم خدمات غوغل السحابية لأغراض عسكرية، مما يعزز الشكوك حول دور “نيمبوس” في النزاعات. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت غوغل خدمات استشارية لتوسيع استخدام تقنياتها في عدة وحدات عسكرية إسرائيلية.
استخدامات عسكرية لتقنيات الذكاء الاصطناعي
تضمن مشروع “نيمبوس” مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح للجيش الإسرائيلي قدرات متقدمة في التعرف على الوجوه وتصنيف الصور وتتبع الأجسام، مما يزيد من إمكانيات المراقبة والتحكم في الفلسطينيين. كما التزمت شركتا “الصناعات الجوية الإسرائيلية” و”رافائيل”، المصنعتان للأسلحة، باستخدام خدمات غوغل وأمازون السحابية، مما يضع الشركتين في موقع التورط المباشر في الصراع العسكري.
ختامًا
تؤكد الأدلة المتاحة أن تورط غوغل وأمازون في مشروع “نيمبوس” يجعلهما شريكين في الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مما يناقض تعهداتهما بتجنب استخدام تقنياتهما في انتهاكات حقوق الإنسان.